السودان يؤكد جاهزية السدود لاستقبال مياه السيول
السودان يؤكد جاهزية السدود لاستقبال مياه السيول
تفقد المسؤولون بإدارة السدود بهيئة الطرق والجسور ومصارف المياه السودانية بولاية الخرطوم، اليوم الأحد، عدداً من السدود بالولاية للاطمئنان على قدرتها التشغيلية في استيعاب مياه السيول، وفق وكالة الأنباء السودانية (سونا).
شملت الجولة سدود الكنجر والسليت والكباشي بمحلية بحري، مشيرة إلى أن الوفد الفني اطمأن على أعمال الصيانة التي تمت، وذلك لتحقيق أعلى مستوى من السعة التخزينية لمياه السيول.
وشملت الزيارة أيضا سدود المنصوراب، وشمبات ووادي سيدنا بمحليتي أم درمان وكرري.
ونقلت الوكالة عن المهندس على شريف قوله إن "السعة التخزينية لسد المنصوراب قد بلغت نسبة 80% واستوعب كمية السيول المنحدرة من مناطق كردفان تجاه ولاية الخرطوم تماماً وفقاً لما هو مخطط له"، لافتا إلى أن سدي خور شمبات ووأدي سيدنا لم يستقبلا كمية المياه المطلوبة بعد.
وأشارت الوكالة إلى أن هيئة الطرق والجسور ومصارف المياه شيدت 12 سداً تتوزع على مناطق ومجاري السيول بمحليات شرق النيل وبحري وامبدة وأم درمان وكرري، والتي حققت حماية كبيرة لولاية الخرطوم من السيول المقبلة من الولايات المجاورة ولتعزيز الاستقرار للمناطق حول السدود ومساعدة مواطني تلك المناطق في الزراعة والرعي.
ولقي 104 سودانيين حتفهم جراء السيول والفيضانات التي غمرت مياهها 122 ألف فدان زراعيا كما تهدم 68 ألف منزل، في كارثة هي الأسوأ من نوعها، وفق ما نشره موقع "سودان تربيون" يوم الخميس الماضي.
وقال الدفاع المدني، في بيان صحفي، إنه "حتى 31 أغسطس توفي 104 أشخاص بسبب السيول والفيضانات منهم 73 فردا غرقا، كما أصيب 93 آخرون".
وطبقا للبيان، تأثر حوالي 126 ألف شخص بالسيول التي تضرب 15 من أصل 18 ولاية سودانية، لكن قرى ومدينة المناقل في وسط البلاد تُعد الأكثر تأثرًا بعد أن غمرت المياه عشرات القرى والأحياء.
تغيرات مناخية
شهدت الأرض مؤخرا مجموعة من الظواهر المناخية الشديدة، مثل الفيضانات والسيول المفاجئة وموجات الحر والجفاف، والأعاصير، وحرائق الغابات، كل هذا بسبب ارتفاع درجة حرارة الكرة الأرضية بنحو 1.1 درجة مئوية منذ بداية عصر الصناعة، ويتوقع أن تستمر درجات الحرارة في الارتفاع ما لم تعمل الحكومات على مستوى العالم من أجل خفض شديد للانبعاثات.
وتحذر الدراسات العالمية من ظاهرة التغير المناخي وارتفاع درجة حرارة الكوكب، لما لها من تأثير مباشر على هطول الأمطار الغزيرة والسيول المفاجئة والفيضانات والجفاف والأعاصير والتصحر وانتشار الأوبئة والأمراض.
وأكد خبراء في مجال البيئة خطورة حرائق الغابات والتي يترتب عليها فقدان أكبر مصنع لإنتاج الأكسجين بالعالم مقابل ارتفاع نسبة ثاني أكسيد الكربون، ما ينذر بتصاعد ظاهرة الاحتباس الحراري.
تحذير أممي
وفي السياق، حذَّر الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريش، من أن "نصف البشرية يقع في منطقة الخطر، من جراء الفيضانات والجفاف والعواصف الشديدة وحرائق الغابات"، مؤكداً أنه "لا يوجد بلد محصن".
ويؤكد التقرير الأخير الصادر عن الهيئة الحكومية الدولية المعنية بتغير المناخ، الضرورة الملحة لمعالجة الآثار المكثفة لتغير المناخ وضمان التكيف والمرونة لدى الفئات الأكثر ضعفاً.